نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين رسميين، أن إيران، التي منعت العام الماضي وصول ثلث فريق مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المواقع النووية، وافقت الآن على تعاون أوسع مع الوكالة، مما سيوفر للمفتشين التابعين للأمم المتحدة إمكانية وصول أوسع إلى هذه المواقع.
وأعلن لورانس نورمان، المراسل البارز للصحيفة، عبر منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، عن هذا الخبر، موضحاً أن عمليات الوصول الجديدة تهدف إلى "ضمان عدم انحراف المواد القابلة للانشطار أو حدوث قفزة مفاجئة إلى مستوى الاستخدام العسكري، نتيجة زيادة إيران إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60%".
ووفقاً لتقرير نورمان، فإن الاتفاقيات التي أُبرمت بين الوكالة الدولية ومسؤولي إيران تشمل السماح بـ"تفتيش إضافي في منشأة فوردو"، بالإضافة إلى ضم عدد من المفتشين الجدد إلى فريق الوكالة، ومنحهم إذناً بالدخول والمراقبة.
وتُعدّ هذه الاتفاقيات دليلاً على تغيير واضح في نهج طهران، خاصة أن إيران كانت قد منعت العام الماضي نحو ثلث مفتشي الوكالة من الوصول إلى المنشآت النووية، متهمة إياهم بأن لديهم دوافع سياسية.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن "التفتيش في منشأة فوردو لن يتم بشكل يومي"، مضيفاً أنه من المتوقع أن تصدر الوكالة قريباً تقريراً محدثاً بشأن هذا الموضوع.
وأضاف نورمان أن الخطوة الأخيرة لإيران تمنحها "ورقة ضغط سهلة"، حيث يمكنها مستقبلاً، إذا واجهت انتقادات أو إدانات، التهديد بالتراجع عن هذه المراقبات الإضافية. لكنه أشار إلى أن هذا المنع- إن حدث- يُعتبر خرقاً لالتزاماتها في إطار الضمانات النووية، وليس فقط انتهاكاً للاتفاق النووي، مما يجعله أكثر خطورة.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، قد صرح الأسبوع الماضي بأن "الوكالة تؤكد أن قدرة إيران على إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60% تشهد زيادة كبيرة".
وفي مقابلة أجراها مع وكالة "رويترز" في البحرين، أشار غروسي إلى أن طهران كانت تنتج سابقاً يورانيوم مخصباً بنسبة 60% بمعدل 5 إلى 7 كيلوجرامات شهرياً، ولكن من المتوقع الآن أن يرتفع هذا المعدل بشكل ملحوظ، "ربما إلى سبعة أو ثمانية أضعاف أو أكثر".
كما كشف تقرير استخباراتي أميركي صدر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أن إيران، إذا قررت بناء سلاح نووي، يمكنها تحقيق ذلك بسرعة كبيرة.
ووفقاً لتقرير مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية: "لا يزال مجتمع الاستخبارات يقيّم أن إيران، حتى تاريخ 26 سبتمبر (أيلول) 2024، لا تعمل على بناء سلاح نووي. ومع ذلك، اتخذت طهران خطوات تعزز موقعها لإنتاج مثل هذا السلاح إذا أرادت ذلك".
وأضاف التقرير: "إيران تواصل زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% و60%، وتوسيع عدد أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، ومناقشة استخدام الأسلحة النووية علناً".